الأمين العام لاتحاد الشبيبة الجزائرية قيس الطاهر لـ “الشعب”:

الرئيس بوتفليقة قاد مرحلة مفصلية في تاريخ الدبلوماسية إقليميا ودوليا   

حوار: نور الدين لعراجي

الملتقى الدولي حول الرئيس الراحل بومدين سيسلط الضوء على دور الدبلوماسية الجزائرية

أوضح الأمين العام للاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية، قيس الطاهر، أن الطبعة الـ 25 من الملتقى الدولي حول الرئيس الراحل هواري بومدين ستكون متميزة هذه المرة، من خلال حضور شخصية رئيس الجمهورية  الدبلوماسي عبد العزيز بوتفليقة الذي قاد أكبر حقيبة دبلوماسية جزائرية، في مرحلة مهمة من تاريخ البلاد، إقليميا ودوليا، وكان له الفضل في حل الكثير من القضايا العالقة، ومكنته تجربته وحنكته في التفاوض للظفر بأهم مرحلة في تاريخ الدبلوماسية الجزائرية، مضيفا أن التحضيرات النهائية توشك على نهايتها في انتظار تأكيد حضور بعض الشخصيات المدعوة للحدث الهام.

- «الشعب»: ينعقد الملتقى الدولي حول الرئيس الراحل هواري بومدين في ظرف هام، أين وصلت التحضيرات المادية واللوجيستية لإنجاح هذا الملتقى؟
* قيس الطاهر : بعد تنصيب اللجنة الوطنية لتحضير الملتقى بولاية ميلة، بحضور كل السلطات المحلية والولائية وتحت إشراف والي الولاية، تم تشكيل 4 لجان فرعية، أوكلت لكل واحدة منها المسؤوليات الملقاة على عاتقها، ويمكنني القول أن كل شيء جاهز ونحن في اللمسات الأخيرة، وعلى استعداد لاستقبال الوفود الأجنبية والوطنية المشاركة في الملتقى، التي من بينها الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز الذي أكد حضوره، إلى جانب أربعة منظمات إقليمية على مستوى الجامعة العربية، إلى جانب بعض الشخصيات الوطنية من وزراء حاليين سابقين وأساتذة ودكاترة  ومهتمين بمسار الرئيس محمد بوخروبة، الذين أكدوا حضورهم.
- ماذا عن الرعاية السامية لرئيس الجمهورية لاحتضان هذه الدورة ؟
* نعم بكل تأكيد لقد تلقينا الرعاية وهي النقطة الايجابية في الذهاب بعيدا لجعل دورة هذا الملتقى، وهنا أشير أيضا إلى استعداد كل السلطات الجزائرية لإنجاح هذه الدورة في ظروف جيدة وفي مستوى الرجل.
- كيف تم اختيار ميلة حاضنة للملتقى تحت شعار “الدبلوماسية في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين”؟
* في الحقيقة ترشحت خمس ولايات لاحتضان الملتقى، واللجنة الوطنية  اجتمعت بمعية إطارات الاتحاد، وبعد عملية تصنيف الولايات من حيث الإمكانيات وعدة عوامل أخرى، لمسنا الاستعداد الكامل من والي ولاية ميلة، لتوفير كل الاحتياجات والوسائل وإعطائه الموافقة المبدئية حول عملية الاحتضان، التفكير في الموضوع كان حصيلة عمل اللجنة الوطنية التي طرحت عدة مواضيع، وتماشيا مع الوضع الحالي الذي تقوم به الدبلوماسية الجزائرية بقيادة فخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، من إرساء للسلم والمصالحة والوطنية في مالي، ثم احتضان الجزائر لجولات الحوار الخاصة بالإخوة الليبيين، ناهيك عن الدور الريادي والمشرف للجزائر في منابر الأمم المتحدة ودفاعها الدائم والمتواصل عن قضايا التحرر في العالم على رأسها القضيتين الصحراوية والفلسطينية، وانطلاقا من الدور الهام لدبلوماسيتنا كان اختيار هذا الموضوع، وهو حتمية نضال ومساعي وتجربة قائدها في فترة الراحل هواري بومدين، ورئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، حامل حقيبة الخارجية، وهو عرفان للرجل ودوره في ترسيخ الكثير من المفاهيم وتحقيق العديد من المطالب من منبر الأمم المتحدة وهي مرحلة تجمع بين الرجلين و الموضوع هو حلقة تكامل بينهما.

الاتحاد في الواجهة

- ماهو جديد هذه الدورة مقارنة مع الملتقيات السابقة؟
*  السؤال مهم وجوهري، والإجابة تكمن في أن الملتقى الـ 25 سيكون أكاديميا من حيث المشاركين ومن حيث المداخلات ونوعيتها، اعتمدنا على تقسيم الوفود عبر كل ولاية وتم تحديد فئات الطلبة سواء الجامعيين والثانويين وكذلك طلبة مراكز التكوين المتخصصة، إلى جانب الإطارات الأولى للاتحاد، بحيث ستكون كل المحاضرات موثقة، وستكون الفرصة أمام الشباب لتكوينهم في هذا اللقاء، ونظرا للتسهيلات التي تقدمها ولاية ميلة وتجاوبها مع الحدث، أعتقد أن الملتقى سيكون أحسن من طبعات وطنية سابقة. وهذا ما لمسناه من استعداد كبير في شخص السيد الوالي الذي لم يبخل علينا.
- ألا تلاحظ أن الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية قد أفل نجمه عكس ما كان عليه في السابق؟
*  بالنسبة للاتحاد هو تنظيم مستقل يستمد كل مقوماته من مبادئ أول نوفمبر 1954 ولا أخفي عليك فهو وعاء شباني  صحيح، كان في بداياته  تحت لواء حزب جبهة التحرير الوطني، ولكن مع صدور قانون الجمعيات والدخول في مرحلة التعددية السياسية، لم نلزم منخرطينا بالتوجه السياسي لأي حزب سياسي كان، رغم انتمائي الشخصي إلى حزب جبهة التحرير الوطني وعضويتي في اللجنة المركزية، هذا لا يستوجب علي فرض انتمائي على أي كان، بالرغم من أن غالبية المناضلين ينتمون لنفس التشكيلة التي ذكرتها آنفا.
- في ظل الصراع القائم بين مناضلي الاتحاد وظهور قاطرتين للتنظيم، هل يمكن أن توّضح لنا ما يحدث بالضبط؟
* في الحقيقة هناك قاطرة واحدة للاتحاد بقيادة الأمين العام قيس الطاهر، وقد فصلت فيها الجهات القضائية في ديسمبر2013 ، وليست هناك أية انشقاقات، ومباشرة بعد فصل العدالة، قمنا في سنة 2014 بتنظيم ملتقى وطني حول محاربة العنف في الملاعب والجامعات والشوارع بحضور خبراء وأساتذة في الميدان، وهذا كله بعد رخصة التنظيم التي استلمناها من وزارة الداخلية، تثبت أحقيتنا في قيادة التنظيم، وقد انعقد بولاية الجلفة وقد عممت الطبعة عبر عدة ولايات. ناهيك عن إعادة تنظيم وهيكلة صفوف الاتحاد والمكاتب البلدية والولائية للاتحاد عبر 1541 بلدية  
وفي هذه الفرصة يمكنني الإشارة إلى انهماك من يتحدث عن “ إ.وشج “، بغير وجه ذي حق نتيجة استفادتهم من المقرات المؤجرة للخواص في كل من ولايات سيدي بلعباس، جيجل، وهران، باتنة ـ بشار وأكبر عدد موجود للمقرات يتواجد بالعاصمة.
 بدأنا في استرجاعها عن طريق المحاكم وفي نفس الوقت، مقاضاة كل من كان يتقاضى الأجرة لحسابه الخاص، كولايتي بلعباس والجزائر العاصمة وباتنة، هناك أشخاص ليست لهم علاقة بالاتحاد منذ سنة 2007 ومازالوا يؤجرون في مكاتب ومقرات الاتحاد ويستفيدون من مدا خيل الإيجار.
 هذه النقطة التي تركت الصراع يستمر نظرا للفوضى داخل الاتحاد وسيتم معاقبة كل من أجّر المقرات وحتى لو كان مناضلا في التنظيم، فإنه لا يحق له تأجير المقرات والاستحواذ على الأموال لحسابه الخاص.
 - هناك إطارات كثيرة عبر التراب الوطني ممن هم مستفيدون، من تأجير المقرات وهم متابعون من طرف العدالة بتهمة الفساد المالي وسوف نسترجع أملاك الاتحاد قريبا
* وقد صنفنا المتابعات القضائية ضمن الفساد المالي وهناك إطارات كثيرة عبر التراب الوطني ممن هم مستفيدون من تأجير المقرات، وكانوا خلال فترات سابقة أي أكثر من 15 سنة سابقة أمناء عامون في ولاياتهم، وبقوا يؤجرون المقرات ويستحوذون على الأموال دون وجه حق.
الاتحاد يملك بعض قرارات العدالة بطرد المستأجرين ومتابعة المؤجر، لأن العملية أصبحت فيها النصب والاحتيال وهناك مبالغ ضخمة وكبيرة من وراء هذه العمليات الاحتيالية، فاقت الملايير.
- ما هو عدد المقرات التي تم استرجاعها إلى غاية الآن؟
* استرجعنا مقر واحد وهناك سبعة مقرات موجودة على مستوى المنازعات القضائية، أما مقر جريدة الوحدة، فقد كان المؤجر هو مديرية أملاك الدولة، والاتحاد الوطني للشبيبة مستأجر من هذا الأخير وفي عهد الأمناء السابقين هناك اتفاقية بين الاتحاد وأملاك الدولة، ونظرا لافتقاده لمصادر التمويل والتسيير كانت هناك اتفاقية تقضي بالسماح للاتحاد  بالشراكة والإيجار لبعض المقرات، وبين سنتي 2008 / 2009 قامت مديرية أملاك الدولة بعملية منازعات دون إبلاغ أو إشعار الاتحاد، حول اتفاقية الإيجار الباطني وهي متوفرة عند الاتحاد، الآن مديرية أملاك الدولة قامت بالعملية ذاتها، دون تبليغ الهيئة الشريكة، وهي العملية التي من خلالها تم تقديمها للعدالة، من أجل استرجاع مقر جريدة الوحدة، وهو على مستوى المحكمة الإدارية، لأن فيه تجديد لعملية الإيجار من طرف أملاك الدولة، وقريبا سيصدر قرار باسترجاع المقر من مستغليه.

نزاع مستمر حول المقر الرئيسي

- بالنسبة للمقر الرئيسي بشارع الدكتور سعدان، هل هو أيضا معني بعملية التأميم؟
* في الحقيقة هناك نزاع مع ديوان الترقية والتسيير العقاري الذي رفع ضدنا دعوى قضائية، وهو لا يملك صفة التقاضي، وحاليا نحن في مرحلة  تقديم الوثائق من أجل أن يبقى المقر للتنظيم مع الدعوات التي قدمناها للسلطات، من أجل مسح الديون وهي لا تعد أن تكون بالحجم الكبير، أمام الديون التي مسحتها لبعض الدول، وهذا رجاؤنا من السلطات العليا في البلاد للتدخل وحماية المقر باعتباره رمزا من رموز الدولة الجزائرية عبر مراحل عديدة.
- ما هي آفاق الإتحاد؟
*  تم اقتراح مشروع سيناقش قريبا على المجلس الوطني للاتحاد وهو نشاط كبير يتعلق بالبطولة الوطنية ما بين الأحياء، في كرة القدم إلى جانب البطولة الوطنية للعدو الريفي، من أجل اكتشاف المواهب وتوعية الشباب، ومحاربة الانحرافات التي تهددهم، كما أننا نسعى إلى إقامة ندوة عالمية بالصحراء الغربية وندعو أغلب الدول التي ناضلت من أجل المد التحرري، والشبيهة لنضال الشعب الصحراوي بالالتحاق بنا، قصد إبراز أكبر قضية آخر مستعمرة في إفريقيا، ومحاولة دغدغة الرأي العام العالمي والإقليمي لمناصرتها.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19830

العدد 19830

الأربعاء 23 جويلية 2025
العدد 19829

العدد 19829

الثلاثاء 22 جويلية 2025
العدد 19828

العدد 19828

الإثنين 21 جويلية 2025
العدد 19827

العدد 19827

الأحد 20 جويلية 2025